ما هي الزراعة الرقمية في 5 مكونات – تعريف أتمتة الزراعة

ما هي الزراعة الرقمية، الزراعة الدقيقة، الزراعة الذكية أو أتمتة الزراعة

مصطلحات متداولة  كأحداث جارية، ولا بد أن نكون على اطلاع بالثورات الزراعية التي تتنافس عليها الدول المتقدمة، فلا يهم أننا نصنف كدول نامية أو ننظر لاتساع الفارق بين الزراعة في الدول الزراعية الرائدة عالميًا وبين مستوى قطاع الزراعة في بلداننا.

بداية الانطلاق هي مواكبة ما يجري وما وصل اليه العالم المتقدم، ومن أهم الاتجاهات حاليًا في صناعة الزراعة هي الزراعة الذكية أو الرقمية وأتمتة الزراعة وكذلك الزراعة الدقيقة، فلنبحر معًا في مفهوم تلك المسميات ونلقي نظرة حول ما هي الزراعة الرقمية.

ما هي الزراعة الرقمية

في مبدأ العلم وعرف البحث والتطوير أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون وتضيف وتطور وتنمي، ولا بأس إن تأخرنا لكن المهم أن نأتي ونأتي بقوة لنعود لريادة العالم زراعيًا كما كان أجدادنا في وادي النيل و في السهل الخصيب، فدعونا نفهم الزراعة الرقمية أو الذكية.

تعريف الزراعة الرقمية

الابتكارات التكنولوجية الخاصة بقطاع الزراعة تتوافق مع تزايد الطلب على أتمتة الزراعة ورقمنتها واستدامتها، والهدف من الزراعة الذكية هو تحقيق أقصى استفادة من عنصري الوقت والموارد مع تقليل خسارات المحاصيل.

مفهوم الزراعة الذكية أو الرقمية هو نشر واستخدام التكنولوجيا في الزراعة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية واستخدام الطائرات بدون طيار في الزراعة، تقنية تحديد المواقع وغيرها من التقنيات، كذلك اعتماد الزراعة الدقيقة كاستراتيجية للتحكم في التكاليف.

أهم ما يميز الزراعة الذكية هو أنها لا تهدف فقط لتحسين الجودة والكم للمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية، بل تهدف أيضًا لتحقيق مستقبل مستدام لجميع الكائنات الحية الموجودة على الأرض.

الكثير من الشركات الكبيرة والشركات الناشئة تعمل على تلك الحلول والتقنيات التكنولوجية لمساعدة الزراعيين في تطبيق الأتمتة أو الرقمنة في الزراعة لتحسين الإنتاجية والربحية.

أهمية الزراعة الرقمية (أتمتة الزراعة)

الأتمتة في الري وآلات الزراعة والحصاد تعمل على تيسير العمليات الزراعية وتقليل الخسائر لأقل قدر ممكن.

على سبيل المثال:

توفر الطائرات بدون طيار مسح شامل للمزرعة واستكشافها في وقت قياسي مقارنة بالعنصر البشري.

تمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي من دقة وسرعة التنبوء وتمد المزارع برؤية أكثر دقة عن أحوال الطقس وتصنيف المحاصيل وأمراض الحيوانات والنباتات.

الزراعة الدقيقة هي نظام في صناعة الزراعة يهدف إلى استخدام الكمية المناسبة من مدخلات الإنتاج في التوقيت المناسب وفي المكان المناسب، وبالتالي لا يتم معاملة كل المزرعة بنفس الكم بل كل جزء حسب احتياجاته، وبذلك يتم التحكم في التكاليف بدقة شديدة.

مكونات الزراعة الرقمية

حتى نفهم ما هي الزراعة الرقمية بشكل عملي، لا بد أن نحلل مكوناتها ونفهم المقصود بكل مكون.

• انترنت الاشياء.
• الروبوتات الزراعية.
• الذكاء الاصطناعي.
• الطائرات بدون طيار.
• الزراعة الدقيقة.
• التكنولوجيا الحيوية.

انترنت الاشياء

تقنيات تعمل على توفير مراقبة شاملة ودقيقة للمزرعة بديلًا عن العمالة الكثيرة والمعدات الفيزيائية والوقت والجهد.

يحتوي انترنت الأشياء على مستشعرات للتبخر والرطوبة والمطر والحرارة وأتمتة إيصال المياه إلى المحاصيل.

الربوتات الزراعية

وهي تعد العلاج الأنجح لمشكلة نقص العمالة الزراعية، وتعمل الشركات على تصنيع روبوتات لمساعدة الزراعيين في جميع العمليات الزراعية بما في ذلك الغرس والرش والبذر والحصاد وإزالة الأعشاب والحشائش الضارة.
كذلك الجرارات ذاتية الحركة المزودة بتقنية التوجيه في الإنتاج الحيواني الموازين الآلية للماشية والحضانات وآلات الحلب وآلات التغذية الآلية وغيرها الكثير.

الذكاء الاصطناعي

يوفر دمج الذكاء الاصطناعي في الزراعة للمزارعين رؤى في الوقت الفعلي من مجالهم، مما يسمح لهم بأن يكونوا استباقيين.

يقدم الذكاء الاصطناعي رؤى تنبؤية للتنبؤ ببيانات الطقس وإنتاجية المحاصيل والأسعار، مما يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مستنيرة.

تقدم روبوتات الدردشة، مثل أليكسا للمزارعين، اقتراحات وتوصيات مدخلات للمزارعين.

تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على أتمتة التعرف على الشذوذ والأمراض في النباتات والثروة الحيوانية، ويحقق ذلك الكشف في الوقت المناسب والاستجابة التصحيحية إذا لزم الأمر.

الطائرات بدون طيار (الدرونز)

زيادة إنتاجية المزرعة مع توفير التكاليف يمثل تحديًا. لكن الطائرات بدون طيار تساعد المزارعين على التغلب على هذه المتاعب بطريقة فعالة.

الطائرات بدون طيار المجهزة بكاميرات تسهل التصوير الجوي ومسح الحقول القريبة والبعيدة، بحيث تجمع الطائرات بدون طيار البيانات الخام التي تترجم إلى معلومات مفيدة لمراقبة المزرعة، وتعمل هذه البيانات على تحسين استخدام الأسمدة والمياه والبذور ومبيدات الآفات.

علاوة على ذلك، تُستخدم الطائرات بدون طيار جنبًا إلى جنب مع تقنية GPS لتتبع الماشية وتحديد المواقع الجغرافية ومراقبة الرعي.

الزراعة الدقيقة

تشير الاستدامة في الزراعة إلى استخدام أساليب ومدخلات صديقة للبيئة ليس لها تأثير سلبي على البيئة أو يكون لها تأثير سلبي ضئيل، ومن الأمثلة على ذلك إدارة المحاصيل الخاصة بالموقع (SSCM)، والمعروفة باسم الزراعة الدقيقة.

إنها طريقة يستخدم فيها المزارعون كميات محددة من المدخلات، مثل المياه ومبيدات الآفات والأسمدة، لتحسين جودة وإنتاجية المحصول.

مساحات مختلفة من الأرض عبر الحقل لها خصائص تربة مختلفة، وتتلقى أشعة الشمس المختلفة، أو لها منحدرات مختلفة، وبالتالي، فإن نفس المعاملة للمزرعة بأكملها غير فعالة وتؤدي إلى إهدار الوقت والموارد.

يضمن تطبيق المعدل المتغير أن معدل تطبيق مدخلات المزرعة يعتمد على الموقع الدقيق، وبالتالي تم إنشاء ما يعرف بمصطلح الزراعة الدقيقة.

التكنولوجيا الحيوية في الزراعة

يضيع الكثير من غلة المحاصيل بسبب الآفات والأمراض النباتية، على الرغم من استخدام الكيماويات الزراعية؛ إلا أنها ليست الحل الأفضل عندما يتعلق الأمر بالاستدامة.

من ناحية أخرى، فإن تطبيق التكنولوجيا الحيوية في الزراعة يحسن جودة المحاصيل والثروة الحيوانية.

تسهل التقنيات العلمية مثل تربية النباتات والتهجين والهندسة الوراثية وزراعة الأنسجة تحديد السمات الأفضل في النباتات بسرعة أكبر.

يتم إنتاج نباتات معدلة وراثيًا بالصفات المرغوبة مثل تحمل الأمراض، وتحمل الجفاف، ومقاومة الآفات، والقدرة الإنتاجية العالية، وذلك يعزز ربحية الإنتاج الزراعي.

تستفيد الشركات الناشئة أيضًا من طرق التكنولوجيا الحيوية الزراعية لتوفير حلول مثل المبيدات الحيوية، المبيدات الحيوية والأسمدة الحيوية والبلاستيك الحيوي للحقول.

تعالج هذه الحلول مخاوف سمية التربة وتضمن الحد الأدنى من التأثير السلبي على البيئة كواحد من أهم مكونات الزراعة الرقمية.

وهكذا نكون قد فهمنا ما هي الزراعة الرقمية وما هي مكوناتها وما المقصود بكل مكون وما هي الأهمية المرجوة من تطبيق وتطوير الزراعة الذكية.