مستقبل الزراعة المائية في الإمارات 2023

0

ظهرت الزراعة المائية في الإمارات بشكل كبير بل وأصبحت تلاقي انتشارًا واسعًا عامًا بعد عام، ولأن الاعتماد بشكل أساسي على الزراعة التقليدية مرهونة دائمًا بالتغيرات المناخية والظروف البيئية والموارد المائية لكل دولة، فقد لا تلبي الزراعة التقليدية احتياجات السكان من المحاصيل الزراعية والغذائية المختلفة، وفي هذا المقال نقدم لكم هذه معلومات عن الزراعة المائية في الإمارات بالتفصيل.

الزراعة المائية في الإمارات 

ما هي الزراعة المائية للمبتدئين؟ وهل الزراعة المائية صحية؟ وما هي فوائدها وأضرارها، جميعها أسئلة يجب الإجابة عليها.

الزراعة المائية

 هي زراعة النباتات في محاليل مدروسة ودقيقة، عوضًا عن استخدام التربة الزراعية التقليدية، حيث تنمو جذور تلك النباتات في محاليل غذائية محددة تحتوي على ماغنسيوم، كالسيوم وزنك وكبريت وعناصر مغذية أخرى.

يبلغ عدد المزارع المائية في الإمارات وفقًا لإحصاء وزارة التغير المناخي في دبي حوالي 177 مزرعة مائية، منها 89 مزرعة في أبو ظبي و88  مزرعة في الإمارات الشمالية. 

كيف تتم عملية الزراعة المائية

اكتشف علماء وباحثين النبات أن النباتات يمكنها امتصاص المواد الغذائية والمعدنية في صورة أيونات ذائبة في المياه من التربة التقليدية بدون الحاجة للطين.

وبالتالي وجود الطين أو الطمي في ذاته غير ضروري لتغذية النباتات حيث تعمل التربة كمستودع فقط لتلك العناصر الغذائية، ومن هنا ظهرت تقنية إضافة المغذيات المعدنية التي يحتاجها النبات في المياه بطرق صناعية بنسب محددة بدلًا من الزراعة في التربة الطينية التقليدية. 

اهداف الزراعة المائية 

ويأتي السؤال الأكثر شيوعا وهو لماذا لاقت الزراعة المائية الهيدروبونيك اهتمام علماء النبات؟ بحث العلماء عن تلك التقنية الحديثة في الزراعة ودراسة موضوع عن الزراعة المائية ولاسيما بعد ظهور مشكلات كثيرة متعلقة بالتربة الزراعية، مثل أمراض أو زيادة ملوحة التربة و التغيرات المناخية والبيئية.

ولوحظ تناسب الزراعة المائية في الإمارات بشكل كبير، نظرًا لتفاوت معدل الأمطار السنوية وارتفاع معدلات التبخر مما وضع دولة الإمارات ضمن مناطق المناخ المداري الجاف، ولذلك شكلت قلة الموارد المائية في المنطقة عائقًا كبيرًا في الاعتماد على الزراعة التقليدية. 

وبدأ العلماء في البحث عن تقنية حديثة لتجنب مثل تلك المشكلات و تجنب العامل الذي لا تعتمد عليه الزراعة المائية كي تنمو وهو التربة أو الطمي والطين. 

ما انواع الزراعة المائية

قبل أن نتحدث عن الزراعة المائية في الإمارات، لابد أن نتطرق أولًا إلى أنواع الزراعة المائية، كالتالي:

الزراعة المائية الهيدروبونيك

يعتمد نظام الزراعة بالهيدروبونيك أو ما يسمى بالزراعة المائية التقليدية على زراعة النباتات في وسط مائي دون وجود تربة زراعية، ويتم إمداد العناصر الغذائية والمعدنية للنباتات من خلال المحاليل الطبيعية أو الصناعية، مثل البرليت والفيرموكيوليت، والصوف المعدني.

الزراعة المائية الاكوابونيك (الزراعة المائية المركبة)

يسمى هذا النظام مم الزراعة المائية بإسم الزراعة المائية المزدوجة أو المركبة، حيث يتم تغذية النباتات باستخدام فضلات الأسماك التي تنتقل إلى أحواض زراعة النباتات عبر قنوات مائية.

محاصيل الزراعة المائية

تتنوع المحاصيل الزراعية الناتجة من الزراعة المائية في الإمارات وعلى رأسها المحاصيل الزراعية الورقية، منها الخس والسبانخ والفجل والجرجير والخيار والشمندر الأحمر والكزبرة.

كما توفر الزراعة المائية أيضًا الفراولة والفلفل والثوم المعمر والتين وإكليل الجبل والزعتر والنعناع وبعض النباتات العطرية الأخرى.

الزراعة في الإمارات

تحظى مشروعات الزراعة المائية في الإمارات بدعم كبير من قبل الحكومة، نظرًا للفوائد الاقتصادية الكثيرة التي ستعم على البلاد نتيجة للاهتمام بهذا النوع من التقنيات المتطورة في الزراعة.

لذلك تقدم الدولة خيارات أفضل للمزارعين مثل تسهيل القروض الزراعية، وتوفير أحدث المعدات والخدمات تيسيرًا لهم، ومن أبرز مشروعات الزراعة المائية في الإمارات التالي:

مشروع مزارع بادية 

تعد مزارع بادية أول مزرعة مائية تتبع الوسائل الحديثة في المنطقة  حيث لا تعتمد الزراعة بها على أشعة الشمس بل تتم زراعة المحاصيل في صوبات بلاستيكية يتم التحكم يدخلها في درجة الحرارة المناسبة لكل نوع من أنواع النبات التي تحتويها.

تتم الزراعة داخل مشروع بادية في رفوف رأسية فيما يسمى بـ المزارع العمودية تحت أنظمة متطورة ومعقمة خالية من المبيدات الحشرية الضارة.  

توفر مزارع بادية المائية ما يقرب من 200 إلى 250 كيلوغرام من النباتات الورقية في اليوم الواحد، بالإضافة إلى الملفوف الأحمر والفجل و الأمارانث والحماض البستاني وغيرها من المحاصيل التي تمد أشهر المطاعم بها في دبي.

مزارع مدار 

تحقق مزارع مدار الأمن الغذائي في الإمارات، حيث تعتمد تلك المزارع على تطبيق الوسائل الحديثة في الزراعة المائية، فهي من أكثر المزارع في الإمارات التي تحرص على استدامة مواردها الطبيعية.

توفر مزارع مدار العديد من المحاصيل الزراعية مثل، الجرجير والشمندر والفجل والقطيفة، والشيسو البنفسجية، والكرنب والبازلاء وغيرها.

مزارع الإمارات المائية للخضار

من أكبر المزارع المائية في الإمارات والتي أنشئت عام 2005 وتعرف بإنتاج المحاصيل الزراعية الطازجة بأعداد كبيرة، التي تتميز بالجودة العالية التي تمد كافة أنحاء المنطقة ومن أهمها الخضروات والنباتات الورقية.

ما هي فوائد الزراعة المائية 

توفر الزراعة المائية في الإمارات العديد من المميزات التي لا توفرها الزراعة التقليدية، ومنها:

  • تحل الزراعة المائية مشكلة توفر المساحة الواسعة من الأراضي الزراعية، فيمكن استخدام تلك التقنية في أي مكان.
  • توفر الزراعة المائية أيضًا المياه التي تفقد في التربة في أثناء الري بنسبة 90%، كما توفر استخدام الأسمدة العضوية والكيماوية باهظة الثمن.
  • تستطيع الزراعة المائية في الإمارات توفير جميع أنواع المحاصيل الزراعية في غير موسمها، عن طريق التحكم في درجة الحرارة والرطوبة داخل الصوبات البلاستيكية.
  • توفر الزراعة المائية الوقت والجهد و الأيدي العاملة العديدة.
  • حصاد المحصول الزراعي الناتج من الزراعة المائية أكثر سهولة وأقل تكلفة مقارنة بالزراعة التقليدية.
  • تحافظ الزراعة المائية على المحاصيل الزراعية من التلف الناجم عن التغيرات المناخية البيئية المختلفة، وزيادة الإنتاج بنسبة 40% أو أكثر.

من عيوب الزراعة المائية

على الرغم من فوائد الزراعة المائية أنه هناك بعض العيوب البسيطة في أثناء الإستعانة بتلك التقنيات في الزراعة، مثل:

  • الزراعة المائية تحتاج إلى مزارعين ذو مؤهلات مناسبة، لكي يتمكنوا من استخدام وسائل الزراعة الحديثة.
  • كما تحتاج أيضًا إلى المراقبة المستمرة للمحاصيل الزراعية ودرجة الحرارة والرطوبة والأس الهيدروجيني، لتجنب حدوث خسائر في إنتاجية المحاصيل.
  • يجب التعقيم المستمر والحفاظ على بيئة مناسبة لكل نوع من أنواع المحاصيل الزراعية المختلفة.
  • يجب توفير كافة العناصر الغذائية مثل الزنك والكالسيوم والكوبالت والكبريت والفسفور والماغنسيوم التي توفرها التربة الطبيعية، للحصول على أعلى إنتاج.
  • يستخدم أجهزة حديثة ومتطورة في الزراعة المائية ما يجعلها أكثر تكلفة من الزراعة التقليدية.

الخاتمة 

تعد الزراعة المائية في الإمارات من تقنيات الزراعة الحديثة المستقبلية، التي لاقت اهتمام كبير من الدولة، فأعطت الزراعة المائية الحلول لكافة التحديات التي تواجهها الدولة أثناء الزراعة التقليدية مثل التغيرات المناخية وقلة الموارد الطبيعية، تنتج الإمارات محاصيل زراعية متنوعة من الزراعة المائية مثل المحاصيل الورقية والنباتات العشبية، ولكن تحتاج الزراعة المائية إلى مراقبة مستمرة واهتمام وظروف مناسبة للحصول على أعلى إنتاجية زراعية. 

إقرأ المزيد عن أفضل منطقة زراعية في السعودية وأهم 9 محاصيل بها 

المصادر 

الزراعة المائية».. طريق الإمارات لتجاوز تحديات الطبيعة

Leave a comment
error: Content is protected !!