تعريف القطاع الزراعي وأهميته – وأشكال الاستثمار الزراعي الناجح

0

 

 

تعريف القطاع الزراعي وأهميته أمر يغيب عن الكثيرين ممن انخدعوا بوهم التكنولوجيا، فمقولة الزراعة حياة، هي مقولة شهيرة وتعد من أصدق التعبيرات عن مفهوم الزراعة، مهنة من أقدم العصور وبها قامت حضارات.

لها عشاق يمارسونها حبا فيها، فأغلب من يعمل ويعيش في مدينة صناعية، وحياة عصرية بمجرد أن يتقاعد يتفرغ لإنشاء حديقة منزلية؛ استيقاظه مبكرا لري أزهاره ونباتاته يمده بالسعادة وراحة البال.

بتطور التكنولوجيا الزراعية من أدوات ومعدات وميكنة زراعية وحتى تطور الهندسة الوراثية وتحسين الهجن والسلالات أصبحت الزراعة اقتصادية جدًا بل ومصدرا للعملة الأجنبية.

وبمفهوم البيزنس أصبحت الزراعة مصدر لتكوين الثروات وريادة الأعمال ولو أن المجتمع العربي اهتم بالزراعة لكانت احدى أسلحته في صراع الوجود والقوة.

ولكن طالما نملك الأرض سواء كانت أراضي طينية خصبة، أو حتي صحراوية مستصلحة، و نملك الموارد البشرية التي لا حصر لها ونملك آلاف الكليات والمعاهد، و مراكز البحوث الزراعية في وطننا العربي.

فحتمًا يومًا ما سيكون الوطن الوطن العربي يوما جنة خضراء تمد العالم بأسره بالغذاء، والمواد الخام، ولن يكون بيننا فقير أو عاطل.

تعريف القطاع الزراعي وأهميته

أولًا: تعريف القطاع الزراعي

حتى نتمكن من وضع تعريف القطاع الزراعي بشكل شامل علينا أن نحدد أركان القطاع وأن نعرف الأسس التي تقيم دعائمه، وسوف نترك نبذة نشرح فيها كل نقطة.

1- الفلاح:

وهو من يملك مساحة ليست بالتجارية كثيرا وإنتاجه يكفي لسد حاجاته أو الفائض ليس بالكبير الذي يلزم تعيين عمال ومهندسين، فالفلاح وأسرته هم من يقومون بكل شيء.

وبجوار الزراعة يقوم بتربية بعض الحيوانات والطيور وتتميز حياته بالبساطة والهدوء، واستخدام أدوات وآلات تقليدية.

التعامل مع الجمعيات الزراعية التي تمثل الجهة الحكومية في قريته سواء للإشراف علي زراعته أو إمداده بالبذور والاسمدة بعيدا عن الصخب العلمي والتكنولوجي.

2- أصحاب المشاريع الزراعية:

وهم الفئة التي تمتلك مساحات كبيرة نسبيا، وتسمي مزارع اقتصادية ويستخدم فيها الميكنة الحديثة ونظم الري الحديث سواء الري بالرش أو الري بالتنقيط أو الري المحوري (البيفوتات) ويتعامل مع الشركات الخاصة بمستلزمات الزراعة سواء مبيدات أو أسمدة أو بذور أو شبكات ري.
هدفه من منشأته أو مؤسسته الزراعية تحقيق أكبر كم من الإنتاج بأعلى جودة وباستغلال أكبر قدر ممكن من المساحة المتاحة.

3- التجار والسماسرة:

هم من يقومون بجمع المحصول أو الإنتاج وإعادة بيعه وتحقيق هامش ربح، فهم حلقة الوصل بين الفلاح والمستهلكين سواء كان المستهلك المباشر أو شركات مصنعة أو مصدرة للمحصول علي حسب نوعه والغرض منه.

وأيضا أصحاب المؤسسات الزراعية يتعاملون مع حلقة الوصل هذه، ولا يتمكن أغلبهم من تسويق وبيع محصوله للمستهلك المباشر أو المصانع إلا عن طريق فئة التجار والسماسرة هذه.

4- شركات مستلزمات الإنتاج الزراعي:

وهذه تشمل كل من يتاجر أو يستورد كل ما يخص الإنتاج الزراعي من معدات وآلات زراعية وأسمدة وبذور ومبيدات آفات وأنظمة الري، حتي أدوات تعبئة ونقل المحصول من كراتين أو أكياس بلاستيكية وهذه الشركات من أكثر الفئات المستفيدة من مجال الزراعة دون عناء كبير مثل فئة التجار.

5- المهندسون الزراعيون:

هم من يطبق الزراعة بأسلوب علمي، ويتعامل مع كافة المشاكل المتعلقة بالإنتاج الزراعي سواء تربية ورعاية أو تشخيص، وعلاج أمراض طارئة، ويدير المنشأة، ويقسم العمل، ويسجل كل ما يختص بها من تكاليف وارد إلي المخازن من أسمدة أو مبيدات ويوميات عمال..الخ .

المهندس الزراعي: هو خريج احدى المعاهد أو الكليات الزراعية، وهو أهم عامل أو فئة في الفئات المختصة بالمجال الزراعي؛ فهو مثل قائد الكتيبة في الجيش اذا كان محترفا متقنا  لما يفعله شخصيته قوية، وحازمة عنده المهارات الإدارية والفنية انتصرت كتيبته، وفي حالة المهندس الزراعي متي كان متسلحا بكل ما سبق من مهارات نجحت المؤسسة وحققت أرباحها باقتدار.

6- الفنييون:

وهم من يملكون الصنعة أو المهارة في العمليات الزراعية مثل التطعيم أو التقليم للتربية، أو التركيبات والإنشاءات للموقع الزراعي سواء كان صوب زراعيه أو شبكة ري حديثة في موقع مكشوف..الخ.

وفريق الفنيين يعد من أهم مقومات الزراعة، ولا غني عنهم ، ولابديل مهما تطورت الميكنة الزراعية، والتكنولوجيا الخاصة بالزراعة.

7- العمال:

وهي للأسف الفئة المطحونة في المجال الزراعي لأن ممتهنها ضاقت به السبل ولا يملك أي مهارة ولا مؤهل جامعي؛ فيضطر لممارسة العمل الزراعي بأجر يومي لكي يكسب قوته بالحلال، ويسد حاجة بيته وبأجور ضعيفة.

برغم أنهم تماما مثل الجنود في ميدان المعركة، وبتطور التكنولوجيا يقل الاعتماد عليهم للأسف.

ما هو الناتج من الزراعة؟ وما يشمله القطاع الزراعي من منتجات؟ وماهي أقسام الزراعة:-

مفهوم الزراعة لا يقتصر أبدا علي ما يتخيله الكثير منا وهو أن الزراعة هي زراعة محصول ما مثل القمح في مساحة معينة وحصاده وبهذا نشمل تعريف القطاع الزراعي.

تعريف القطاع الزراعي

 

ثانيًا: أهمية القطاع الزراعي

تضم الزراعة العديد من الأقسام والتي على أساسها يمكننا القيام بأي كل من أشكال الاستثمار الزراعي الناجح ومن هذه الأقسام لتعريف القطاع الزراعي ما يلي:

1- إنتاج المحاصيل الحقلية:

سواء كانت حبوب كالقمح ،الشعير ،الذرة ، أو البقوليات كالفول والفاصوليا والحمص والترمس والعدس ضمن تعريف القطاع الزراعي.

أو محاصيل علف للحيوانات كالبرسيم ،أو محاصيل زيت كالقطن وعباد الشمس أو الياف كالتيل والكتان والقطن أو محاصيل السكر كالبنجر وقصب السكر…الخ من مختلف المحاصيل الحقلية.

2- محاصيل الخضر:

تعريف القطاع الزراعي هو جميع أنواع الخضروات من طماطم، بصل، جزر، ،بازلاء، بروكلي، فجل، جرجير، خس، خيار، كوسة، باذنجان وقلقاس…الخ.

3- محاصيل الفاكهة:

الموز، المانجو، التفاح، المشمش، الخوخ، والعنب…الخ.

4- محاصيل الزينة:

وهي المختصة بإنتاج نباتات التشجير والزينة بكل أنواعها من ورود، وأزهار، و كورمات أو شجيرات تستخدم في التزيين والتشجير للمدن الجديدة.

مثل الجهنمية وإبرة آدم والأقحوان، والفل، والورد البلدي، والفيكس، والصبارات..الخ

5- الإنتاج الحيواني:

ويشمل تعريف القطاع الزراعي تربية وإنتاج اللحوم أو الألبان من الماشية الابقار أو الجاموس، وتربية الأغنام والماعز.

6- الإنتاج الداجني:

ويشمل تربية الطيور لإنتاج البيض واللحوم البيضاء مثل البط والفراخ البلدي أو البيضاء والحمام والسمان والنعام..الخ.

7- الإنتاج السمكي:

ويشمل الاستزراع السمكي وانتاجه في مزارع خاصة.

8- تربية النحل:

إنشاء المناحل وتربية النحل لإنتاج العسل.

تعريف القطاع الزراعي

كانت هذه صورة مبسطة في تعريف القطاع الزراعي وأهميته، ومن يعمل به، وأقسام المنتج الزراعي سواء كان نباتيا أو حيوانيا أو داجني.

وسيكون هدف هذا الجزء من المدونة هو توضيحات وشروحات تثقيفية وعلمية مبسطة بقدر الإمكان لتعريف القطاع الزراعي؛ حتى ننشئ جيلًا يعشق الزراعة بفهم ومعرفة وتصور كامل لهذا النشاط سواء كان هاويا أو محترفا.

أو فلاحا يملك عدة قراريط أو مزارعا يملك مئات الأفدنة، أو طالبا في كلية زراعة أو حتي مستثمر يرغب في الدخول إلى أشرف وأسمي مهنة في الوجود..[مهنة الزراعة].

 

هناك عدة أسباب تجعل الزراعة باقية كعنصر استراتيجي لأي دولة، ومنها:

1- توفير الغذاء: الزراعة تلبي احتياجات الدولة من الغذاء وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، وبالتالي تقلل من الاعتماد على الواردات الغذائية من الخارج.

2- توفير فرص العمل: تعد الزراعة قطاعًا حيويًا يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمزارعين والعمال الزراعيين والمنتجين وغيرهم من العاملين في قطاع الزراعة.

3- الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي: يمكن أن تلعب الزراعة دورًا هامًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي والبيئة، حيث توفر مساحات خضراء وتعزز المحافظة على الأراضي الزراعية والغابات.

4- الاستدامة الاقتصادية: يمكن أن تساهم الزراعة في تعزيز النمو الاقتصادي للدولة من خلال تصدير المنتجات الزراعية وزيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية الوطنية.

5- التنمية الريفية: يعيش العديد من السكان في المناطق الريفية والمشتركة في قطاع الزراعة، لذا يمكن أن تساهم التنمية الزراعية في تعزيز حياة السكان الريفيين وتحسين البنية التحتية في تلك المناطق.

6- توفير الطاقة الحيوية: الزراعة قادرة على توفير الطاقة الحيوية من خلال الإنتاج الزراعي للوقود الحيوي مثل البيوغاز والبيوميثان وزيوت الزيتون وغيرها، وهذا يقلل من الاعتماد على المصادر الأحفورية للطاقة.

بناءً على ما ذكر، يمكن اعتبار الزراعة عنصرًا استراتيجيًا لأي دولة لأنها تلبي احتياجات الغذاء والعمل وتحافظ على البيئة وتدعم التنمية الريفية وتعزز الاستدامة الاقتصادية وتوفر الطاقة الحيوية.

 

توجد العديد من الاتجاهات الحديثة في الانتاج الزراعي التي تهدف إلى تحسين الكفاءة والاستدامة. ومن بين هذه الاتجاهات:

1- الزراعة المستدامة: تهدف إلى تحقيق توازن بين احتياجات الإنتاج الزراعي وحفظ البيئة. وتتضمن استخدام تقنيات الزراعة العضوية وتقليل استخدام المواد الكيميائية الضارة وإدارة الموارد المائية بشكل فعال.

2- الزراعة العمودية (Vertical farming): تعتمد على استخدام المساحات الرأسية لزراعة المحاصيل بدلاً من الزراعة التقليدية في الأرض. وتستخدم تقنيات مثل الزراعة في المباني والأبراج العمودية والصوبات البيئية.

3- الزراعة بدون تربة (Soilless farming): تعتمد على استخدام وسائط زراعية غير تقليدية لنمو المحاصيل بدلاً من التربة الطبيعية. وتتضمن تقنيات مثل الزراعة المائية والزراعة بالألياف المستخدمة والزراعة بالتربة المعدنية.

4- التكنولوجيا الزراعية (Agtech): تشمل استخدام التكنولوجيا والابتكارات في الزراعة، مثل استخدام الحساسات والروبوتات والذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة لزيادة الإنتاجية وتحسين إدارة المزارع.

5- الزراعة العمودية في الفضاء: تهدف إلى تحقيق الزراعة في الفضاء لتوفير الغذاء والموارد الحيوية للمستوطنات الفضائية المستقبلية، وتستخدم تقنيات مثل الزراعة في الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء.

6- الزراعة الذكية (Smart farming): تعتمد على استخدام التكنولوجيا لتحسين إدارة المزارع والحصول على معلومات دقيقة عن البيئة والمحاصيل والحيوانات. وتشمل استخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والإنترنت من الأشياء.

تلك بعض الاتجاهات الحديثة في الانتاج الزراعي، والتي تهدف إلى تحسين الكفاءة والاستدامة والابتكار في قطاع الزراعة.

تشمل مجالات الانتاج الزراعي بشكل شامل عدة قطاعات ومجالات، ومن بينها:

1- انتاج المحاصيل الحقلية: مثل زراعة القمح، الشعير، الأرز، الذرة، العدس، والفاصوليا.

2- انتاج الخضروات والفواكه: مثل زراعة الطماطم، البطاطس، البصل، الجزر، الفلفل، الخيار، البندورة، الموز، البرتقال، التفاح، والمانجو.

3- انتاج العلف الحيواني: مثل زراعة الشعير، الذرة، البرسيم، الشبة، الهيليون، والعنب.

4- انتاج الحبوب الزيتية: مثل زراعة اللفت، الكتان، الكانولا، والزيتون.

5- انتاج الأعشاب الطبية والعطرية: مثل زراعة النعناع، الزعتر، الكركديه، الشومر، الريحان، والكمون.

6- انتاج المنتجات الحيوانية: مثل تربية المواشي للحصول على لحم، حليب، وبيض، وتربية الدواجن والأسماك.

7- انتاج الزهور والنباتات الزينة: مثل زراعة الورود، الزنبق، الزهور المستزرعة، والنباتات الداخلية.

8- انتاج المنتجات الفلاحية الأخرى: مثل إنتاج العسل، الصوف، القماش، والألياف الطبيعية.

هذه بعض المجالات الرئيسية في الانتاج الزراعي، وهناك أيضًا مجالات أخرى مثل تحسين الأصناف الزراعية، تقنيات الري الحديثة، إدارة المزارع وتسويق المنتجات الزراعية.

Leave a comment
error: Content is protected !!